جرح الكرامة في فؤادي يزأر
والسّوس في جذع العزيمة ينخر
وأنا أتوه على الطّريق كأنّني
طفلٌ يقوم على يديه فيعثر
حزن كبيرٌ قد سرى في مهجتي
وبدا يصول على الفؤاد ويعصر
من أين أخرج من كهوف الحزن في
زمنٍ له سيف يجول ويبتر
عجبا لأمر القوم جلّ مصابهم
أوما لديهم ألف سيفٍ تشهر
أوما لديهم للعتاد مخازن
عجزت لعدّ الواردات الأسطر
أوما لديهم يا أخي طيارة
وسفينة ترسو وأخرى تبحر
أوما لديهم للأسود براثن
فيها ليوث للمعالي تجسر
أوليس يا قوم لدينا مشعل
فجرٌ يشعشع في الوجود ويسفر
أوليس يا قوم لدينا منبرٌ
من فوقه نزن الكلام وننثر
أوليس في الشّرع الحكيم نجاتنا
أوليس قدوتنا النّبي الأطهر
أولم يخلّد جيشنا أسطورة
أولم تُسلم للمحيط الأنهر
أولم نفرّق قيصراً وحشوده
أولم نزلزل أرضه وندمّر
أولم تكن في أرضهم درسٌ لنا
خيلٌ عليها أسد غاب تقهر
أولم نؤمن راعياً في إبله
لما وقفنا بالكتاب نكبّر
أوليس للّيل المخيف نهاية
يروي لنا عنها الضّياء ويخبر
أوليس في القرآن وعدٌ صادق
إن تنصروا الرّحمن حقاً تنصروا
عفواً بنو ديني فإن رجالنا
خشبٌ مسندةٌ عليها يعبر
تاهوا على طرق الوفاء لغربهم
وتنصّلوا من شرعهم وتنمّروا
ذهبوا إليهم بغير وعيٍ ليتهم
لما تفانوا للرّحيل تبصّروا
جرح الكرامة في الفؤاد كأنه
سهمٌ بليغٌ باللظى يتكسّر
جرح الكرامة يستحيل شفاؤه
حتى يعود كتابنا ويقرر