قول الشهادة وحكمها

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فهنا قضيتان: الأولى : معاملة من يظهر "لا إله إلا الله" (المعاملة بين الناس) .
القضية الثانية: بين العبد وبين ربه والذي يلقى الله به.
أما القضية الأولى: فإن قول شهادة أن لا إله إلا الله يكفي فيما يظهر لنا من الناس، ولا يلزمنا التفتيش عما في قلوبهم وإنما يبين لنا صدق قول ذلك الشخص بلا إله إلا الله هو عمله الظاهر الذي نحكم بموجبه بصدق قائلها أو كذبه.
والدليل قوله : ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله))
فمن يتلفظ بالشهادتين قبلنا منه ظاهره، ووكلنا سريرته إلى الله، حتى لو كان يبطن الكفر ويظهر الإسلام ما دام أنه لم يظهر منه ما يوجب إخراجه من الإسلام، فإن أظهر ما ينقض إسلامه حكمنا عليه بظاهره بعد تطبيق ضوابط التكفير عليه.
وأما القضية الثانية: فلا ينتفع المتلفظ بالشهادتين بهما حتى يأتي بشروطهما.
فمن تلفظ بالشهادتين دون العلم بمعناهما وإنما قالها لاعباً أو عابثاً أو مقلداً دون اعتقاد ما دلت عليه لم يدخل في الإسلام أصلاً.
ومن قال لا إله إلا الله وهو يعبد صنماً أو يعتقد بأن عيسى ابن الله، أو أنكر نبوة نبي من الأنبياء ونحو ذلك كفر إجماعاً ولم ينتفع بقول : لا إله إلا الله.
فإن من يقول : لا إله إلا الله وهو في الوقت نفسه يعبد إلهاً غير الله فهو كاذب في قول لا إله إلا الله ولا ينتفع بها إجماعاً.
فمن يزعم أن التلفظ بالشهادتين كافٍ لصحة الإسلام مع بقاء قائلها على الكفر أو ديانة غير الإسلام كيهودية أو نصرانية فهذا الزاعم كافر بالله العظيم قد وقع في ناقض من نواقض الإسلام ألا وهو من لم يكفر المشركين أو شكر في كفرهم أو صحح مذهبهم فقد كفر إجماعاً..
وهذا الزاعم يصحح إسلام المنافقين ويكذب قول الله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}
وكذلك يكذب بقول الله: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ} مع أن هؤلاء الحالفين يتلفظون بالشهادتين وكفرهم الله.
وكذلك يكذب بقول الله تعالى : { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ}
وهذه نزلت في أناس يتلفظون بالشهادتين وكفرهم بالاستهزاء بالله وآياته ورسوله ..
فلا يكفي التلفظ بالشهادتين لصحة الإسلام بل لابد من الإتيان بشروطها والابتعاد عن نواقضها.
فمن شروط لا إله إلا الله: العلم بأن الله هو وحده المستحق للعبادة دون ما سواه. فمن تلفظ بها وهو لا يعلم أن الله وحده هو المستحق العبادة بل يعتقد أن الولي الفلاني أو المَلَك أو النبي أو غيره له حق في العبادة فهذا لا تصح منه لا إله الله لأنه كاذب في دعواها.
قال تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله}
ومن شروطها: الانقياد لها، أي يلتزم في باطنه وظاهره بأن الله هو المستحق للعبادة، ويستسلم لله وحده، فمن سجد لغير الله، أو أحب غير الله حباً شركياً، أو قال عيسى ابن الله فهذا لم يَنْقَدْ لله ولم يوحده.
قال تعالى: { وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى }
ومن شروطها: اليقين بأن الله هو المستحق للعبادة وحده دون سواه ولا يشك ولا يرتاب.
قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }
ولأن الارتياب صفة المنافقين .
ومن شروطها: القبول بهذا المعتقد الذي دلت عليه كلمة التوحيد ولا يرده ويعرض عنه.
ودليل ذلك أن الله سبحانه أمر إبليس بالسجود فرد أمر الله ولم يقبله فلعنه الله وطرده من رحمته.
وقال تعالى عن الذين لم يقبلوا لا إله إلا الله: { إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ}
ومن شروطها : الصدق أي: أن يكون صادقاً في قولها لا يقولها كاذباً ومنافقاً.
قال تعالى: { وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}، وقال النبي : ((ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار)).
وقال للإعرابي الذي علمه شرائع الإسلام إلى أن قال : والله لا أزيد عليها ولا أنقص منها ، فقال رسول الله : ((أفلح إن صدق))
ومن شروطها: الإخلاص في قول لا إله إلا الله معتقداً بأن العبادة خالصة لله وحده ولا تصرف لغير الله
قال الله تعالى : { أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } ، وقال تعالى : { فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} . وقال النبي : ((أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه)).
ومن شروطها: محبة الله ومحبة طاعته وعبادة، فيحب لا إله إلا الله ويحب ما دلت عليه.
قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } ، وقال النبي : ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار))
ومن شروطها: الكفر بالطاغوت وهو أن يعتقد بأن الله وحده هو المستحق للعبادة وأن عبادة غيره باطل وكفر، فلا يعبد طاغوتاً بل يوحد الله، ويتبرأ من الطاغوت وعبدته وأوليائه.
قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}
وقال جل وعلا: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا}
وقال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}.

وان شاء الله تستفيدوا من هادا الموضوع

يسلمووو ع الطرح

الله يسلمك و نورتي

شكرا و اتقبلي مروري

عفوا اكيــــد اقبل مرورك